عيسى مشعوف الألمعي
انتحابات
رَشّحَ نفسهُ لخوض الانتخابات ، احتضن الأطفال وقبّلهم، نثرَ المال على الفقراء، وعدهم بجناتٍ وأنهار ، أعتقدَ الناخبون أنه يمتلك عصا سحرية، انتخبوه بفرح ، وعندما فاز* قمعهم بعصاً غليظة.
ظُروف
أمام أبواب البنك تجلس المرأة العربية وطفلتها كل مساء تبيع الفل وعلب المناديل والدموع.
انفراط
قطف أوراق وردة ، نزع الورقة الأخيرة من التقويم، أشعل شمعته الخمسين ، سقطت أسنانه كسِبحة انفرطت حباتها وتناثرت.
قاصِر
أَلقَى بشقيقته الصغيرة في سرير كهل ثَرِي.
في صباح*اليوم التالي قصَّ الكهل جدائلها ولوّح بها معلناً عن النصر العظيم.
نِفاق
يقف متذمراً أمام المرآة كأنه يخاطب جموع من الناس، يشجب في صمت يعيش صراع داخلي مع نفسه.
وعندما يتذكر الجدران كأنه يعيش في غيبوبة.
مكافأة
صافحهُ المدير وهو يقدّم له درعاً تذكارياً نظير تعب السنين في حراسة المنشأة.
خرج الرجل من الحفل إلى سوق الأشياء المستعملة ليبيع الدرع ويشتري بثمنه عشاء لأطفاله.
هِجران
مسحتُ بأطرافِ البَنانِ على شاشة جهازي النقَّال، وأنا أكتب. سمعت*القلم يَئِنُّ بخفوت في أحد الأدراج .
عيون
حين وقفَ أمامها ، نَظَرَتْ في عينيه ، رأتْ ظِلال امرأة قد حَنىَ الدهرُ ظهرها وهي في الثلاثين .
وعندما نَظرَ في عينيها رأىَ دمعة تحاول الصمود والتشبث.
احتراق
وقفت تلقاء المرآة ، يَمَور بها التفكير كأنها في غسَّالة الملابس، حدَّثت نفسها : أنا لستُ غبّية
ولا أكذب على نفسي،أنا مُشتتة فقط؛لأن بداخلي شخص لايحق ليأن أحتفظ به،ليس لي .. هو فقط بداخلي.
واستدارت وقد انطفأت كلماتها كشمعةٍ ذوت في صحنها من الاحتراق.
أبُوّة
دخلَ المعلمُ الفصل ، أسَرَهُ ذلك الوجه الملائكي الذي كان بعمر ابنه، انتبه جميع التلاميذ من تعامل المعلم مع ذلك الطالب ، فقد كان يتلقّى معاملة قاسية يتخللها شيء من الفضاضة التي لا يستحقها ، وحدهُ الطالب كان يدرك ما يدور بداخله من صراعات. ويتقبّلها برحابة صدر.
إبراهيم بجاد
الأخبار